موضوع: ++كيف ابدأ حياة روحية مع الرب ++ الجمعة مارس 19, 2010 5:33 pm
كيف ابدأ حياة روحية مع الرب 1-الله الذي يبدأ دوما مع الإنسان:
ربنا يسوع المسيح هو الذي سعى إلينا بتجسده وفدائه لنا إذ قبل حكم الموت ورفع عنا وطأة الدينونة و انعم لنا بالحياة المنتصرة الى الأبد وأعطانا رجاء ميراث الأمجاد السماوية و هو الذي قال عن نفسه ها أنا أقف على الباب و اقرع ) وهو الذي يدعونا للعشرة معه الى الأبد ( في بيت أبي منازل كثيرة) لنصير رعية مع القديسين
2-سؤال: لماذا نحن الآن لسنا مع الله ؟
إن تجاوبنا مع الله ودعوة الرب يعني أننا نجحد الشيطان ونرفض مشيئة الذات ونختار الطريق الضيق أي طريق الاهتداء بوصايا الرب وصوت الروح القدس . وان لم نكن التزمنا بذلك أي تركنا وصية أبينا السماوي نكون قد ذهبنا بعيدا نلهث وراء لذاتنا الحسية ومن هنا نعرف لماذا نحن لسنا مع الله لان من يكون مع حياته الأرضية وشهواته ولذاته و العالم الحسي بشكل عام لا يكون مع الرب لذلك: من أراد أن يكون مع الرب وشعر بالعطش الروحي فهنا يجب ان يقف ناهضا راجعا الى حضن أبيه السماوي بالسجود و التضرع و الإيمان و الرجاء ولنكن واثقين انه سوف يقبلنا بفرح ويدخلنا بيته لان ابنه كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد . وأيضا كيف نذهب لله : بأن نسلم حياتنا له تاركين شهواتنا الجسدية و الأهواء العالمية ,ولا بد ان الرب سينظر الى ندمنا و توبتنا . و كثيرون هم الذين عزموا على التوبة لاشتياقهم للعيش مع المسيح ولكنهم لم يرون كيف يختارها وآخرون بدؤا فعلا بالتوبة ولكنهم انتكسوا سريعا --- فمن هنا يجب ان ننتبه فلابد ان بدايتنا كانت خاطئة للأسباب التالية :
3 - معطلات عن التوبة الصحيحة:
أ- الخطيئة المحبوبة :أي أنني اشتقت للحياة مع الرب ولكنني لم أتنازل عن شيء يلذذ ذاتي و جسدي و الخطيئة مهما كانت فهي ظلام و موت و تدمير للنفس وعدم استغنائي عنها يعني اني لم أثق بعد كل الثقة في قدرة الرب على تحريري و على التكفل بشبعي
ب- الخوف من الناس : أي الخوف من كلام الناس عني ولا سيما أصدقاء السوء وعن فقدانهم ان سرت في الطريق الروحي لانه لا يناسبهم و خشية من سخريتهم ايضا.
ولكن لنسأل سؤال : من هو الافضل لك و الابقى و الانفع ؟ هؤلاء ام الرب الذي يقويك ويعزيك --- جوابك طبعا مع الله !!!! اذا لماذا التردد و الخوف فالرب يحبك اكثر من الناس اجمعين وما يكنه الرب لك من محبة ليست موجودة عند الناس.
ج- الكبرياء و الاعتداد بالنفس : ربما اكون معتزا بنفسي و شخصي ورأي ونظرتي للحياة وقد تكون نظرتي للصليب نظرة ضعف ولكن لنعلم ان الصليب هو للمحبة ففيه نتعلم المحبة الحقيقية و تودع أنانيتك و تكبرك على الاخرين و زهوك الشخصي و نتعلم الوداعة و تواضع القلب و تجد راحة لنفسك التي أتعبتها البغضة و الحقد و حسد الاخرين فبهذه التعاليم التي من الله نحيا معه ان عشناها وهذا يثبت لنا ان الكبرياء وحب الذات يعاكس و يناقض هذه التعاليم وبالتالي يبعدنا عن الحياة مع الله .
د- المتاهة و عدم تحديد الهدف : / كيف لا نستطيع تحديد صوت الراعي من صوت الذئب / ألا نعرف اين يجب ان نبني ايماننا ( على الرمل ام على الصخر ) هل لديك شك في محبة و قدرة الرب , اذا لماذا نتوه لماذا لا نعرف اين نسلك --- فلنذهب الى المسيح الذي يفتح ذراعيه لنا ويقول ( تعالوا الي يا ثقيلي الاحمال وانا اريحكم ))---------
هـ- الكسل : هذا السبب مع انه غريب ولكنه حقيقي لان الكسل يؤدي الى ضمور النفس وعدم استثمار مواهبها وهي مخلوقة على صورة الله . فالكسول مثل البحرة او البركة الساكنة التي تفسد مياهها --- لا تنسى ان الله قد طوب العبد الساهر و الامين الذي اذا ما جاء سيده يجده ساهرا عاملا ---- فكيف علينا ان نقاوم الكسل كي لا يسيطر علينا؟؟ نقاومه يا اخوة بالايمان العامل وبتعب المحبة و بالتأمل في سير المجاهدين الشهداء .
4-بدايات خاطئة :
لنحذر لان الشيطان حين يرى حماسنا للبداية الروحية يخدعنا و يجعلنا نندفع الى سلوك منهج ليس صحيحا روحيا – لان ما هو من الشيطان لا يقبله الله وما لا يقبله الله هو اذن من الشيطان و سيوضح ذلك فيما يلي :
-الناموس الخلقي :أي اللذين يتقيدون بالاخلاق الحسنة و المهذبة بديلا عن الروحانية و الحياة بإيمان مع الرب --- فاستبدال الحياة الروحية وعبادة الله باللطف مع الاخرين يبعدنا عن الله و المفروض ان ما تنادي به المسيحية على المؤمنين ان يتحلى بالخلق الكريم و اعمال صالحة .
-الغيرة الطائفية و الانشطة الاجتماعية : قد يتصور البعض ان البداية الصحيحة هي من خلال ممارسة نشاط له طابع ديني يخدم الطائفة و ليس من خلال التوبة و جحد الذات --- و المسيحي يعلم ان المسيح لم يأتي لتأمين مصالح للمؤمن او تكتلات ( ان مملكتي ليست من هذا العالم ) فالبداية يجب ان تكون بالتوبة و الحياة مع الرب التي تدعو لخدمة الجميع وانكار المصالح الشخصية لاجل مصلحة الاخرين . 5- البداية الصحيحة لها علاماتها:
- ان احب الرب من كل قلبي هذا يجعلني اثق به واسلمه نفسي ليسيرها - ان اكره الخطيئة و اتمسك بالتوبة مترجيا نعمة الله - ان احب الاخرين مهتما بما لهم لا بما لنفسي لان من يحب اخاه انتقل من الظلمة الى النور
و في النهاية لنحفظ قول السيد المسيح : من يقبل الي لا اخرجه خارجاً (يو 6 : 37 )