الراوى : يُحكى أنه فى زمان عجيب قد تمت محاكمة ولكنها كانت جلسة محاكمة فريدة من نوعها إذ أنه المتهم ليس كما تعودنا هو شخص عادى وأنما كان المتهم فى تلك القضية هو ( إبليس) ولكن قبل أن نبدأ فى المحاكمة وعرضها : - يجب / أود أن تسأل نفسك يا صديقى ( هل المتهم مستحق هذه الأتهامات أم أنه برئ من كل التهم ) وهل أذا وضعت نفسك فى هذا المكان هل ستكون برئ أم مستحق ؟!!
الحاجب : (بصوت عالى ) محكمة القاضى : نادى يا أبنى على قضية النهارده الحاجب: القضية رقم (666) لسنة 2009/2010 القاضى : أيه القضية العجيبة دى مش عارفين فيها لمتهم ولا شهود ولا حتى نيابه ! ( نادى يابنى ) Ü يدخل الشيطان من الخلف وهو يصرخ : ( برئ برئ) أيه الغم ده.. على الصبح برضه كده كلام ده تصحونا بدرى على المحاكمة القاضى : أسكت أنت وإلا هأمر برميك فى الحبس ( النيابة تتفضل ) النيابة : شكراً سيادة القاضى :- قضيتنا اليوم هى فريدة من نوعها غريبة فى كيانها ولكن أشكر الظروف بل أشكر عدالة المحكمة وأشكر أيضاً من هم قائمون على رفع هذه الدعوة القاضى : ياريت النيابة تتفضل وتدخل فى الموضوع على طول
النيابة : أسف سيدى القاضى :- أننا اليوم أمام قضية ليست هى قضية تهم شخص معين بذاته وأنما هى قضية تهم جيل بأكمه بل تهم كل الأجيال المتهم فيها أنما هو إبليس والملقب بأبليس أبو الكداب الشيطان : برئ يا ناس برضه ده شكل واحد تدخلوه المحكمة ده حرام القاضى : (للشيطان ) أنا مش قلتلك متتكلمش ( النيابة تتفضل ) النيابة : سيادة القاضى لقد دخل بنا المتهم بذاته إلى أول تهمه فلقد ذكرها هو ولم نذكرها نحن أنه إبليس الكداب خادع النفوس . نعم النفوس التى من أجلها قد المسيح ذاته معلقاً على عود الصليب. فلقد أخطأ أدم خطية عظيمة أن أكل من الشجرة . شجرة معرفة الخير والشر نعم فلقد حكم علية بالموت ( موتاً تموت ) نرى هنا ألاعيب وخداعات إبليس أن أنه أسقط أدم ومن قبله حواء فى الخطية ويأتى فى هذه الأيام إبليس بل أنه منذ تلك الحظات التى أخطأ فى حق الله وهو ملاك حينما أراد أن يضع كرسية فوق كرسى الله .بدأ يهاجم أبناء الله . فان محاربته لم تعد قاصرة على فئة معينة من أبناء الله أنما أمتدت لتشمل كل الفئات المختلفة. فنرى محاربته للشباب على سبيل المثال من العادات والشهوات التى يحببهم فيها بل وأيضاً غير ذلك من الجلسات الغير طاهرة و اماكن بل ومناظر غير مقدسة وأيضاً الشابات التى يحاربن بأفكار الكبرياء وثبات الذات بل وأيضاً تزداد فائته ( مشاوراً على الشيطان ) ألى أنه يقرب الفتاة المسيحية إلى أحدى الفتيات الأخرى فتكون هى طريقها للهلاك وضياع نفسها . أخذة لنفسها عذراً أنها لم تجد الحنان فى أحد قريباً منها مع الرغم أنها إذا بحثت حولها ستجده بكثرة . ولذلك أطالب من عدالة المحكمة أن توقع أقصى العقوبة على المتهم رحمة بمن أطاح ببراءتهم وأرادتهم فى أنهم يعيشون مع المسيح . الشيطان : حرام عليك أنا عملتلك أيه بس كلكم جايين علىّ دا أنا بحبكم وبحب أنكم تكونوا دايماً جنبى ومعايا.. بالذمة مش ده حرام . القاضى : لو فتحت بقك بكلمة تانى من غير إذن أنا هاحبسك (للحاجب) : نادى يا بنى على الشهود . الحاجب : الشاهد الأول ... الشاهد الأول .... الشاهد الأول .. القاضى : أيه يابنى ما تقول أسم الشاهد الأول . أسمه أية الحاجب : أسمه غريب يا سعادة البيه القاضى : أسمه أيه هات الأسم ( يقرأ الأسم – شيطان تائب ) الحاجب : شيطان تائب الشيطان : وأيه اللى جايبه ده هنا وقته ده . أزاى أنا ماعملتش حسابى Ü يدخل من الخلف أنسان (شخص ) يبدو عليه الحزن والوقار القاضى : أسمك وسنك وعنوانك التائب : شيطان تائب وسنى أنا بدأت أحسبه من يوم ما عرفت المسيح وعنوانى كان (ينظر إلى الشيطان ) فى بيته لكن دلوقتى أنا عايش مع المسيح القاضى : قول بأمانة هاقول الحق التائب : بأمانه هاقول الحق القاضى : تعرف أيه عن القضية وعن المتهم وأيه قصة الشيطان التائب التائب : (بحزن شديد) ... بصراحة أن فعلاً شيطان تائب ، كنت من أعوان إبليس (وينظر إليه ) كنت فى البداية أعجبت بفتاة مسيحية وأحببتها ولكن للآسف أدمرت لما قالتلى ما ينفعش أحنا نرتبط لأننا مش مع بعض . كنت بحبها لدرجة عمياء ولكن هنا تحركت أفكار إبليس جوايا . وبدأت علامات الكره والغيظ تظهر على ّ وبدأت أفكر الأنتقام . أزاى !!! بدأت الأفكار تدخلنى وهو أن بدأت شغلى بأننى تعرفت على مجموعة كبيرة من البنات . ومنهن المسحيات كنت باستجرهم فى الحديث / الكلام وأتعرفت على أصدقاء منهن الأن تبعنى وأقنعتهم بأن الحياة معانا أحنا مش مع حد تانى وأحكى عن نصيبهم فى الجنة حتى يقتنعن بناتنا بكلامى / بنتنا الفتاة المسيحية حتى ندخلها فى شباك هلاكها كنت أرى الوقوع تنساب وتنحدر منهن وكنت أضحك بل كنت أتمتع بذلك حتى ينكروا فداء المسيح لهم بأقناعى لهن . ولكن عندما أشرق نور المسيح فى قلبى وعرفت أننى أسير فى طريق إبليس ومساعدته ... الشيطان : ليه بس ما أنت كنت ماشى كويس قلبت ليه . التائب : ندمت وبكيت على بعدى عن المسيح ورجعت إليه مش بس كده . أنا حاولت أساعد كل اللى بعدوا عن المسيح بسببى . كلامى ده يا سيادة القاضى هو أكبر دليل على أنه إبليس يمكن أن يسيطر على فكر الشباب للأنتقام . ياريت كل واحد وكل وحدة ما يبعدوش عن السيد المسيح وهو حلال المشاكل مهما كانت المشاكل . القاضى : الدفاع فليتفضل الدفاع : ( تظهر عليه علامات المكر والخبث ) شكراً سيادة القاضى لأنك قد أتحت لى عظيم الشرف كى أدافع عن موكلى وسط هذا الحشد الغفير . الشيطان : أخيراً يااخى كنت فين من بدرى . أطلع بيها بقى دا الواحد أتخنق ( بصوت خافت ) القاضى : ياريت الدفاع يدخل فى الموضوع على طول الدفاع : حاضر يا سيادة القاضى . سيدى القاضى . حضارات المستشارين. على من جئنا اليوم نحكم قام كل هذا الشعب العظيم ؟! لماذا كل هذا الغيظ والكراهية ( وهو ينظر الى النيابة ) أن موكلى هذا ( مشاوراً على إبليس ) الحمل الوديع صاحب مبادئ رفيعة لا تخس عنها من عمله (ولأمانته وأتمام العمل على أكمل وجه ) لذلك أريد أن أسأل من منا اليوم أيها الشباب لا يرغب بل يتجاوب مع أبليس عندما يعرض عليه الرغبات ؟ كم واحد ؟.! كام واحدة ؟! هنا . أننا اليوم أصبحنا نحن الذين نجرى وراء المتعة والخطية ونرمى بالاسباب على موكلى . إذا أردنا سيدى القاضى أن نحاكم اليوم فلنحاكم كل هؤلاء الشباب وكل الفتيات المسيحيين لأن الشباب المسيحى لم يعد متمثلاً بآيات الكتاب المقدس وحياة الطهارة . لم يعد المسيحيون يعيشون على منهجهم وهو وصايا الله المقدسة . سيدى القاضى أن أردنا أن نحاكم اليوم فلنحاكم أنفسنا . إبليس هذا ما هو إلا فكرة يعرضها علينا والله قد أعطانا حرية الأختيار أما أن نختار الحياة معه وأما مع إبليس . فالشباب اليوم يختار وببساط الحياة مع إبليس فلماذا نأتى اليوم لكى نحاكم موكلى . سيدى القاضى قضيتنا اليوم أن بحثناها جيداً سنجد أن من المفروض من يقف متهماً اليوم هو كل الشباب والبنات المسيحيين لا موكلى لأنهم لا يطبقون آيات الكتاب المقدس وفى أعترافهم يلمون على موكلى بأنه هو السبب فى هذه الخطايا . القاضى : نادى يابنى على الشاهد الثانى الحاجب : الشاهد الثانى ( اكتمارؤت أليثوس ) ( يقف بعض الخدام وسط الشعب لكى يقفونه) القاضى : قداسة البابا شنودة الثالث . شكراً لقداستكم على تلبية الدعوة والحضور للشهادة . قداسة البابا : شكراً ليكم وعلى أهتمامكم وأحب أهنى كل الشباب بالصوم المقدس . وياريت كل الشباب يستغل الصوم فى حياته الروحية القاضى : قداسة البابا شنودة الثالث أيه قول قداستكم بخصوص القضية والمتهم . قداسة البابا : فى البداية أحب أنى أقول أن السيد المسيح وصانا بأن أحنا نكون نور العالم وكمان هو قال ( فى العالم سيكون لكم ضيق ) لكن هو برضوا قال ثقوا (أنا هو لا تخافوا ) الشباب فى هذه الأيام بدأ يتجه نحو السلبية بدأوا يعطون الفرصة للإبليس أن يسيطر عليهم وعلى أفكارهم علشان كده بدأت أهتمامنا يتجه من الأهتمام بالملكوت والحياة الروحية الى الأهتمام العالمى والأهتمام بالماديات بدأ إبليس يكثف عمله ونشوف أن إبليس يجند أولاده لمحاربة أولاد الله بكل الطرق يحاربهم من كل النواحى وخصوصاً الشباب والشابات .أحياناً يظن الشباب غلط أن وصايا السيد المسيح صعبة التنفيذ وكل واحد وكل وحدة تقول أنا عايز أعيش شبابى . بناتنا النهاردة أصبحوا يهتموا بأمور الجسد والدنيا أكتر من أمور الأبدية . إبليس أصبح محتاج دلوقتى لجنود علشان يقدر يحارب الكل مع بعض أصبحنا نتأثر بالعالم مع أننا المفروض أحنا نأثر فى العالم . أصبحنا نستجيب لحيل إبليس بصورة كبيرة جداً . أهملنا مسيحيتنا أهمانا الصلاة و الصوم أهملنا الفضائل المسيحية بالمرة . لكن عايز أقول لكل شاب . أوعى تنس أن المسيح له كل المجد قال " أذكر خالقك فى أيام شبابك " لأمتى يا بنى ها تفضل بعيد عن المسيح وأنتِ لحد أمتى هاتفضلى ترتمى بالعلم الذائل . ياريت نرجع قبل ما يفوت الأون . القاضى : بعد الأطلاع على الأوراق المقدمة فى القضية المرفوعة ضد المتهم إبليس أبو الكداب والسماع لكل من النيابة والشهود والدفاع . قررت المحكمة تأجيل النظر فى الدعوى المقدمة كما فكرت عدالة المحكمة تأجيل الحكم على المتهم . أيضاً قررت المحكمة رفع الدعوى المقدمة إلى سيادة النائب العام للنظر فيها . كما يتبين لعدالة المحكمة حالة الضياع التى يعيش فيها أغلب الشباب المسيحى شباب وشابات لذلك . تنصح المحكمة هؤلاء الشباب المسيحيين بأعادة النظر فى أوراقهم وأعادة حساباتهم لأهمالهم لحياة التوبة والرجوع الى السيد المسيح والحياة الأبدية . لأن الكتاب المقدس بيقول ( إبليس عدوكم يجول ملتمساً من يبتلعه ) ولأن الموت هو هو وقد حكم على أبناء آدم به لذلك فلنستيقظ الآن ونحاول جاهدين الرجوع الى الباب الضيق ، الرجوع الى حضن السيد المسيح ملك الملوك الذى مات من أجلنا وبذلاً نفسه فدية عن خطايانا .